عطر البارود
عدد المساهمات : 29 تاريخ التسجيل : 23/06/2016 العمر : 30 الموقع : ويُنيبنيْ شوقٌ إليها كلمَّا أهولها في خاطري تستحضرُ
| موضوع: :: نظرة في الظلام الحالك :: الأربعاء يوليو 13, 2016 4:59 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
ان الدافع من هذا الموضوع , هو توقي الخطر والحذر منه والتحذير قبل وقوعه , ولعل هذا من الخير إذ ينتظر المرء الامر السيء أن يقع , حتى إذا وقع لم يصبه ضرر كما أن هذا الفعل امتدحه النبي وأمر فيه في موضع آخر كقولهِ صلى الله عليه وسلم : اكثروا من ذكر هادم اللذات . فالشاهد من الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الناس ان يكثروا من ذكر الموت حتى لا يغفل المرء عن الموت فيعصي الله وقد تدركه المنية على ذلك الحال ولعل محور كلامي متقارب من الوصف السابق فكلنا أو جلنا قد قرأ شيئاً عن احوال الامم السابقة , وعلم ما اصابهم من فتن حالكة وأمور عظام كفتنة الخوارج والمرجئة والجهمية والقدرية والمعتزلة وغيرهم فلو استقرأنا ما جاء في السنة المطهرة , لوجدنا ان النبي صلى الله عليه وسلم أخبر الناس بما سيقع من فتن من بعده كما انه صلى الله عليه وسلم أخبر بالدجال واكثر من ذكره , وحذر الناس من فتنته وكان صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من فتنة الدجال دبر كل صلاة وما كان اخباره صلى الله عليه وسلم إلا على وجهين الوجه الأول : انه صلى الله عليه وسلم اخبر بذلك إثباتاً لنبوته ولا ريب , ولأن الله قد اطلعه على امور غيبية وقع جلها ونحن على يقين بما سيقع مما اخبر به . الوجه الثاني : أنه أخبر بذلك ليحذر الناس شر الفتن وللوقاية منها , وحتى لا تزيغ قدم العبد عن المحجة البيضاء . وقد روي عن السلف انهم كانوا يسألون عن الشر خشية الوقوع به , فعن حذيفة قال: إن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يسألون عن الخير وكنت أسأل عن الشر مخافة أن أدركه ...إلخ ولا شر أعظم من كثرة الشرائع , ولبس الحق بالباطل , والطوائف المنحرفة الزائغة عن الصواب لذلك , قلت وبالله التوفيق : أن الذي عرف الحق اليوم وتمسك به , عليه أن يطلب العلم ويسف التراب ويسهر الليالي ويفني شبابه في ذلك ( خشية والله أن تدركه فتنة ) واعلم أخي في الله , أن اجهل الناس واحمقهم : ذلك الشخص الذي يظن انه قد نجا من كل ما هو آت فلا يغررك مبلغك من العلم مهما بلغ , ولا يشغلك شاغل عن الاستعاذة بالله من شر الفتن والتذلل اليه فإن الايام تحمل لنا ليالي سوداء , ليالي لا يبصر فيها ذو البصيرة وإن ورائكم فتن , ما من إنسي على الأرض إلا ولطمته لطمة , وقد ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال : لا تدع احدا من هذه الأمة الا لطمته لطمة ( قاصداً فتنة الدهيماء ) . فيا أخي الكريم , لا تظن أنك قوي الإيمان واليقين والتمسك , فإن اهل الأهواء اتبعهم جبلاً من الأولين , من الذين عاشوا من النبي صلى الله عليه وسلم فإن لهم زخرفٌ في اللسان , وفتنة على الإنسان , وإمتحان من ربنا المنَّان وإني لأبصر الفتن والله فالحذر من الخوارجِ أولاً , فإن فتنتهم عظيمة وعما قريب سيأتيكم نبأهم وسترونهم بأعينكم , ولا يثبت حينها إلا من اصطفاه الله , بسؤاله لله والله تعالى أعلى وأعلم
كتبه أخوكم يونس العدناني
| |
|